أيكون “واكيم كسروان”؟
يوم نشرت الصحف خبر ترشيح أنطون قازان عن كسروان قلنا: “أصبح لكسروان صولجان في البرلمان”.
وصولجان المنابر هو فوق صولجان العروش.
وصولجان العروش له حدود وتخوم،
وصولجان المنابر ليس له حدود وتخوم!
صولجان العروش حرّاسه الجنود،
وصولجان المنابر حرّاسه القلوب!
صولجان الجيوش سلاحه السيف،
وصولجان المنابر سلاحه الكلمة!
والكلمة في لبنان لو قلنا لها: “إنتسبي!” لقالت: “أنا بنت قازان، وُلدت في كسروان!”
حقًّا.. لو أنّ كلامًا يُستفحل لجودته حتى يؤخذ منه نسل، لاستفحلنا كلام أنطون قازان.
أما وشرف الأدب.. كم وددت أن أكون من أصغر قرية في
كسروان ليكون لي شرف انتخاب هذا الأنطون!
هذا الأديب، هذا الخطيب، هذا القانونيّ، هذا المحامي، هذا الكبير في كل هذه.. الذي حمل سحر البيان إلى ساحة القضاء، إلى حلقة الأدباء، إلى ندوة الظرفاء، إلى سمر الندماء، أيتاح لنا أن نراه في البرلمان يحمل لواء الثقافة ولواء لبنان؟
يا أبناء كسروان،
هي فرصة سنحت لتبرهنوا عن تقديركم للمواهب الحسنى.
بل هي فرصة لتُهدوا إلى المجلس وجهًا يفاخر به، والمنّة لكم!
بل هي فرصة لتكسروا طوق اللوائح، أي طوق القيود لحرّيتكم، وتجعلوا من أنطون قازان “واكيم” كسروان.. على أنّ ما بين هذا وذاك أبعاد وأبعاد. ولكنّ القاسم المشترك بينهما سيبقى هو هو، أي إرادة الناخب التي هي فوق إرادة الحاكم، والنافذ، والراشي، والمتاجر، ومفبرك اللوائح!
وعلّنا نثبت أنّ لبنان هو بلد الإشعاع، وقلبه كسروان!
الخوري يوسف عون
حول الجريدة
الجريدة
جريدة لبنانية يومية